نَشرت صفحاتٌ على مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك وإكس، بالتزامن مع احتفالات نوروز، التي يقيمها أقوام بلاد فارس ومنهم الكورد في مختلف بقاع العالم، نشرت مقطع فيديو يظهر مئات المحتفلين بالنوروز وهم حاملين أعلام كوردستان وأعلام أخرى تعكس تعدد الثقافات الكوردية، وخلال أجواء الاحتفال ظهر علم إسرائيلي وحيد من بين المحتفلين. وجاء في الادعاء إشارة ضمنية إلى أنه من احتفالات نوروز في إقليم كوردستان العراق، حيث أرفق بالنص (دون تصرّف): “المهندس محمد شياع السوداني غير مُبرئ الذمة على كل فلس إنطيته للأقليم بدون وجه حق”.
التحقيق
بعد التحقيق من قبل فريق الفاحص، تبين الآتي:
الفيديو مضلل، إذ أنه يعود إلى احتفالات الجالية الكوردية في مدينة (كولن أو كولونيا) بألمانيا، يوم أمس السبت، بمشاركة محتفلين من ألمانيا وهولندا ودول أوروبية أخرى. وبالفعل، رُفع خلاله العلم الإسرائيلي من قبل أحد الحاضرين -الذي لم يتسنّ معرفة هويته- إلّا أن المثبت هو أن الفيديو لا يرتبط باحتفالات كوردستان العراق، ولم تظهر الفيديوهات المنتشرة للاحتفال أي أشخاص آخرين يرفعون العلم الإسرائيلي غير الذي رفع قرب منصة الاحتفال.
ومن خلال تحليل الفيديو المتداول وتفاصيله الواضحة، تم التوصّل إلى نسخ أخرى من الفيديو ومن زوايا ومصادر نشر مختلفة، ظهر خلالها العلم ذاته كذلك.
وتم التأكد من عائدية الفيديو المتداول إلى كولن الألمانية، من خلال التطابق الواضح في ملامح الفيديو والمعالم الموجودة في كولن، حيث أقيم في ساحة “دويتشر فيرفت” التي تقع في الجهة المقابلة لكاتدرائية كولونيا، وأيضاً كنيسة “القدّيس مارتن” اللتان ظهرتا خلال تقرير غطّى الاحتفال.
كما تتطابق معالم منصة الاحتفال التي تتضح في الفيديو المتداول، مع المنصة التي ظهرت في تقارير عدة عن الاحتفال.
ويجدر بالذكر أن الجالية الكوردية اليهودية، هي جالية كبيرة في إسرائيل، لذا يمكن أن يكون الذي رفع العلم الإسرائيلي كوردي يهودي، حيث يبلغ عدد الأكراد اليهود حالياً نحو 150 ألف نسمة، معظمهم نزحوا من مناطقهم إلى المناطق التي تحتلها إسرائيل، وغالبيتهم يحملون جنسيات دول أوروبية عديدة، لذا فإن احتمالية تواجدهم في بلدان أوروبية، واردة.
وشهدت مدينة كولن الألمانية، أمس السبت 22 آذار/مارس 2025، احتفالات حاشدة بمناسبة عيد نوروز، حيث تجمع آلاف الكورد المقيمين في ألمانيا وسائر أوروبا للمشاركة في الفعاليات الخاصة بهذه المناسبة. ورفع المحتفلون أعلام كوردستان وصور مسعود بارزاني، معبرين عن فرحتهم بالعيد من خلال الرقصات الفلكلورية وأداء الأغاني الكوردية التي تجسد الهوية الثقافية للكورد.
ويحتفل الكورد في 21 مارس/آذار بعيد نوروز، الذي يرمز إلى التجدد والانتصار على الظلم، ويُعتبر اليوم الأول من السنة الكوردية الجديدة، حيث لا يزال يحمل قدسية خاصة لديهم حتى يومنا هذا.
روابط التحقق🔍
#خليك_فاحص
