يعتقد الكثيرون بأن نشر الأخبار، والصور والفيديوهات المضلّلة، التي تدعم قضية إنسانية معينة، هو أمر إيجابي ويزيد من تضامن المجتمعات مع القضية، إلا أنَّ هذا غير صحيح مطلقاً، بل على العكس، إذ أنَّه يقلل كثيراً من مصداقية الحدث ويثير الشكوك حول وقوع انتهاكات ضد حقوق الإنسان، كانت قد حصلت بالفعل.
وتحصل حالة الشكّ هذه -على سبيل المثال- بعد عملية نشر صورة ترسم معاناة إنسانية، أو تثير العاطفة حول الحدث الدائر، وتتم مشاركتها وتصديرها على أنّها مادة توثيقية، لكن إن كانت خارج سياق الأحداث، أو قديمة أو مولّدة بالذكاء الاصطناعي، فإن هذا يمكن استغلاله من الأطراف التي ارتكبت بالفعل انتهاكات، وتستخدمه كحجة ودليل على أن ما يُحكى هو مجرد اتهامات كاذبة، كما في الصورة التي تم تداولها في الفترة الأخيرة، على أنّّها تظهر كلباً بوليسياً إسرائيلياً يهاجم امرأة فلسطينية، إلّا أنها كانت قد تم توليدها بواسطة إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من أن الحادثة حقيقية، إلّا أنّ الصورة غير حقيقية، وتم استغلالها لاحقاً لغرض التشكيك في الأزمة الإنسانية في غزّة.
الصورة مش من فيلم ولا AI… الصورة في فلسطين المحتلة لـ كلب بوليسي بيهجم على سيدة عجوز فلسطينية في منزلها بعد اقتحام المنزل.
حسبي الله ونعم الوكيل.. احنا اضعف أمة في تاريخ المسلمين pic.twitter.com/5C6xAgssLZ
— Ahmedõv x20🏆 (@a5medv) June 26, 2024

وهذا ما سيضعف حجة القضايا الإنسانية، ويفقدها أحقّيتها في المطالبة، في وقتٍ لا يكون فيه المدون أو الصحافي بحاجة إلى نشر صور مضللة، لتوفر عدد كبير من المواد التوثيقية التي تؤكد وقوع انتهاكات.
لذا فإنَّ فريق #الفاحص، يدعو إلى عدم مشاركة الصور، والفيديوهات والأخبار المضللة، حول أي قضية إنسانية، ومهما ظنّ الناشر أنها تتوافق مع القضية، أو تزيد من التعاطف معها، لأن هذا السلوك خاطئ ويفقد مصداقية أدلّة الضحايا والمطالبين بإيقاف الانتهاكات.
#خليك_فاحص